الخميس، 8 يوليو 2010

كلمة وفـــــــاء


كلمة وفاء



رحل عنا اليوم رجل كريم ، كريم في الأصل والصفات ، كريم في القول والعبرات ، كريم في البذل والصدقات ، كان رجل خير وبر ، ومن الرجال القلائل في دولة الإمارات ، عاش حياته في أعمال البر والتقوى ، ووقف مع الحق حيثما كان ، وأنا أكتب عنه اليوم كلمة وفاء لما شاهدته وسمعته منه وليس نقلا عن الآخرين ، لأنني لو أردت أن أنقل عنه لما وسعني في ذلك كتاب كامل في وصف خصاله والثناء على حسناته ....إنه الوالد " محمد بن رحمة العامري "



علمنا " قول الحق "



عرفناه منذ أن كنا صغارا في العاشرة عندما التحقنا بجمعية الإرشاد التي كان يرأس مجلس إدارتها حتى وفاته ، وحضرنا مجالسه بعد أن كبرنا قليلا ، وأتذكر كيف كان يزرع فينا العزة وحب الوطن عندما كان يتحدث عن وجوده في المجلس الوطني في بداية تأسيسه وكيف كان ينافح ويكافح من أجل المواطن والوطن ، حتى أن الشيخ زايد رحمه الله كان يسميه " أبو لسانين " وذلك لقوته في الحق وعدم رضاه بأي شيء يسوء المواطن ، وأسمعنا رحمه الله خطابا مسجلا ألقاه في المجلس الوطني يطالب فيه بضرورة حفظ حق قرارات المجلس بالتنفيذ لأنها تمثل المواطن ، كما كان رحمه الله حريصا على الدعوة ومراكزها واذكر يومها حدثنا عن جمعية الإصلاح في دبي وكيف كانوا ينافحون عنها هو وإخوانه ، فقد كان رحمه الله قويا في الحق ولا يخاف فالله لومة لائم ....



علمنا " الخوف من الله والبذل والعطاء "



كما أنه كان رجلا يخاف الله تهزه الآيات وتحرك عبرته المواعظ والأبيات ، صاحب صلاة وعبادة نراه في المسجد حتى في آخر أيامه يحمل على كرسي متحرك ليدرك صلاة الجماعة ، صاحب أيادٍ بيضاء وإنفاق في وجوه الخير بشكل مستمر ، لم يتوقف بذله وعطاؤه حتى آخر يوم من حياته ، كنا إذا ذهبنا له بأي مشروع فيه خدمة للإسلام والمسلمين لا يتردد أبدا فالدعم والإنفاق ، وخصوصا البرامج والرحلات الشبابية لأنه كان يؤمن ببناء الشاب المسلم المتمسك بأخلاقه ومبادئه وقيمه ، فجزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء ، وكان آخر عطاء أعلمه لمركز القرآن في الجمعية قبل وفاته بأيام والتي لا نعلمها الكثير ...



وفي إحدى الحفلات الختامية لأنشطة الجمعية كان هناك مسرحية وكان ختامها عن الموت وأن كل إنسان يجد نتيجة عمله فالآخرة ، وبعد المسرحية خرج إلى المسرح والقى كلمة رأينا فيها تأثره وتأثر من سمعه ، وأعلن خلالها أن لديه بناية يريد أن يبيعها ويتصدق بها .



علمنا " التواضع "



وأتذكر موقفا حدث لي شخصيا عندما كنت في السادسة عشر يدل على عمق تواضعه وانه كيف كان يعاملنا بأبوة وعطف ، كنا عنده فالمجلس في يوم العيد وعندما خرجنا لصلاة المغرب دخلت قبله إلى المسجد وعندما خرجت كنت أبحث عن حذائي ( أعزكم الله ) فلم أجده فرأيته قد خرج بعدي وهو يضحك وقال لي هل تبحث عن حذائك قلت له : نعم ، فذهب إلى صندوق الأحذية فالمسجد فأخرج حذائي وحذائه وكان قد وضعهما مع بعض لكي لا يسرق حذائي ،،، فلقد كان يراقبني فالمسجد لكي لا أخرج ولا أجد الحذاء حتى إذا خرجت خرج خلفي وهو الشيخ الكبير صاحب المكانة والجاه إلا أن تواضعه لم يمنعه من ذلك ...



صليت المغرب في مسجده قبل وفاته بأسبوعين تقريبا وآخر كلمة سمعتها منه هي دعوة لي .



فرحمك الله يا أبوعبدالكريم وأدخلك فسيح جناته مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والشهداء والصالحين ........

الأحد، 13 يونيو 2010

حرارة المونديال !!!





قبل خمسة عشر يوما سالت دماء الأحرار واختلطت بمياه البحر ، ويبدو أنها قد جفت إما بفعل حرارة الشمس فنحن العرب شمسنا حارقة وإما بحرارة المونديال فحرارة الرقص على المدرجات والجدال أمام الشاشات قد تجفف هذه الدماء ، طوينا هذه الصفحة لأننا لا نحب البقاء في الحزن والبكاء على الأطلال كثيراً ، فما فات مات كما قيل ، وفَعَلَ كل منا ما هو مطلوب منه من الشجب والاستنكار ، وأما اليوم فإننا نخوض معركة أخرى للحرية ، ألا وهي معركة الفوز بكأس العالم ...



نعم كأس العالم يحتاج منا إلى كثير من التضحيات ، نصرف الأموال لنفتح القنوات المشفرة ، ونحتج لضعف البث والإرسال ، ويا ليت كان احتجاجنا على اليهود كما نحتج في هذه الأيام على ضعف الإرسال والتشويش على القناة الناقلة ، حتى وصلتي رسالة قد أُرسلت إلى من يحاول أن يعبث بحقوق العرب بأنه سيلاقي يدا من حديد تعلمه الأدب ، وتوقفه عند حده على حسب تعبير الكاتب ، فيا عجبا لكم أيها العرب ...



قالها لي الكثير وأحسست بالذنب لأنني أذكركم بقضاياكم في وقت المونديال ، فكل واحد مشغول بفريقه ، وماذا سيجني ويحصِّل ، قال لي أحد الشباب : يا أخي هذا حدث عالمي لا يعود إلا بعد أربع سنوات ، وأنا أقول إن ما تمر به الأمة هو حدث تاريخي سيسجله علينا التاريخ وستلعننا الأجيال القادمة حين يعلمون أننا كنا مشغولون بكأس العالم والأقصى يهدم !!! ، وفي أيام المونديال مات أبرياء بسبب الحصار في غزة ، وأننا كنا نشجع فرنسا وهي تمنع الحجاب ، وانجلترا وجيوشها في العراق وأفغانستان ، وأسبانيا وقد نسينا محاكم التفتيش ،،،،



والكثير الكثير ،،،، فهو ليس عداءاً للغرب ولكن معاملةً بالمثل " هاأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم " كما قال الله تعالى ، وليس عداءاً للكرة ولكننا لن ننتصر إلا إذا عرفنا ما هي أولوياتنا ...



ذهب الزمان الذي يقول فيه الفرد منا ماذا أعمل ؟؟؟ فهي شماعة تعلقنا بها كثيرا وليست عذرا لنا ، فلكل منا ما يعمله ، فلو أن كل شاب من شباب المسلمين بدأ بمشروع صغير لخدمة وطنه وأمته ، لجنينا بعد ذلك الكثير ولنهضنا بالأمة من غياهب الجب ، ولا مانع بعد ذلك أن يشاهد ما يريد إن وجد وقتا لذلك مع أني أجزم أنه لن يجد الوقت ...



 فكثيرا ما أغبط الشباب وهم جالسون على المقاهي والمجالس ،،، فلو أن الوقت يشرى لاشتريت هذه الأوقــــــــــــــــــــات ........

الجمعة، 7 مايو 2010

لك الشكر يا الله ...




أستيقظ في كل صباح وطموحي يحدو بي للتحدي والتقدم فالحياة ، فحياة المؤمن كفاح في سبيل الله لا يرتاح إلا عندما تطأ قدمه الجنة ،،،، أتساءل يا ترى ماذا سأواجه في هذا اليوم من مواقف وأحداث هل هو إنجاز وتقدم ؟؟ أم غير ذلك ؟؟ وعندما يحصل لي غير ذلك قد أصاب بالإحباط واليأس لوهلة ،،،، فالنفس طموحة وتحب المزيد ؟؟؟ ولكن لماذا اليأس والقنوط ؟؟؟



لأنني أنسى أن أقول " لك الشكر يا الله "



لأنني أنسى دائما "أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك "، يا نفس : فما أصابني فمن الله فلماذا الجزع وهو خير لي بإذن الله ،،، ولأنني أنسى قول الله تعالى " ولان شكرتم لأزيدنكم " فعندي من نعم الله التي لا تحصى ولا تعد ، فلدي الإسلام وغيري كافر ، ولدي الصحة وغيري مريض ، ولدي عين ولسان ويد ورجل وغيري لا يملك عين ويرى الدنيا ظلام ، ولسانه لا يستطيع به الكلام ، ورجله تعجز عن المشي والإقدام ، فلماذا لا أشكر ؟؟؟ فلك الحمد و لك الشكر يا رب يالله



ولأنني أنسى أيضا قوله تعالى "وسيجزي الله الشاكرين " ويغيب عن بالي كثيرا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له " فما أصابني يا نفس كله خير وإن بدا في ظاهره الضر ، ففي باطنه عواقب خير لي لأنه بحكم الله وبقدره وقد يكون ليس إلا تمحيص وتنقية من أهواءك وشهواتك ، وجلاء للقلب من الصدأ ، فكيف لا أكون سعيدا ولي رب كريم يتفضل علي بكل خير ،،،



مسكين أنا عندما أظن بأن التميز والعلم يأتي بقدراتي وبنشاطي ، وأنسى بأن المنعم والمعطي والمانع هو الله ، وهو القائل "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " وهو الذي رزقني هذا العقل لطاعته وأنا أتكبر على الناس بعقلي ، وهو الذي هداني وأنا أتفاخر بالتزامي ، ولو شاء لجعلني دون عقل مثل البهائم والدواب بل أضل سبيلا ، فلك الحمد و لك الشكر يا الله ..



أجتهد في الحصول على المال وأنسى بأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين القائل "وفي السماء رزقكم وما توعدون" وكما يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم " لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها " فلماذا يا نفس النسيان ؟؟ الكآبة والنكران ؟؟ ولماذا الحزن على ما فات فما فات مات ، ولا يبقى غير الشكر ، فلك الحمد ولك الشكر يالله .....



إنه ليس تواكل يا نفس ، ولكن إعقلها وتوكل ، وشكر لله على ما أنعم وتفضل ..... فلك الشكر يا الله










الخميس، 1 أبريل 2010

70%‬ من طلاب مدارس الشارقة وعجمان مدخنون

‬‬‫‫
 ‬‬‫‫
( كشفت بدرية الكعبي مديرة حملة‪ “‬أطفئها وأشعل شمعة حياتك‪”‬ التي تنظمها حاليا دار التربية الاجتماعية للذكور في الشارقة ان‪ 70%‬من طلاب الصف التاسع إلى الثاني عشر في مدارس إمارتي الشارقة وعجمان من المدخنين، وذلك بناء على ما أسفرت عنه جولة ميدانية قامت بها الدار إلى عدد من مدارس الإمارتين، وما صرح به عدد كبير من الأخصائيين الاجتماعيين العاملين فيها ) الخليج الأربعاء 31 / 3 / 2010م‪ .‬‬

‬‫‫هذه دراسة واحدة تبين لنا الواقع الذي يعيشه أبناؤنا وهي واحدة أجريت في هذا المجال ، ولا ندري عن المشكلات الأخرى  التي يعيشها أبناؤنا في حياتهم لأننا نعيش في عالم غير عالمهم ، ولا نستيقض إلا عندما يستفحل الأمر ويسقط الفأس بالرأس وليتنا بعدها نستفيق لنعالج ما مضى ونستدرك ما سيأتي ....‬‬‫‫فهذه الدراسة مؤشر خطير على واقع يجب أن لا نتهرب منه وأن لا ندس رؤوسنا في التراب ، واجب على الأسرة المجتمع والدولة ... كما ينقصنا الكثير من الدراسات حول واقع مجتمعاتنا ، ومشاكله ...

‬‬‫‫فعلى الأسرة أن تعيي دورها الأساسي والرئيس في تربية الأبناء وتنشئتهم ، وعلى الدولة أن تضع في حسبانها أن هؤلاء الأطفال هم بناة المستقبل ، فكيف سيبني من لم يستطع بناء نفسه ولم يجد من يساعده في بناء ذاته ، فيجب على الدولة أن تضع لها ميزانيات ودراسات لحل مثل هذه المشكلات ، فمن ابتلاه الله بفقد أحد الوالدين أو كلاهما ألا يكون للمجتمع دور في إصلاحه سواء كان الفقد بالوفاة أو الطلاق أو أن يكونون أحياءا في عداد الأموات ، لقد قالها عمر رضي الله عنه " إني لأخشى أن شاة تعثر في العراق  فيحاسبني الله عنها " ، وكيف بنا اليوم ومجتمعات بأكملها تتعثر في طرق الانحراف  ، فمسؤوليتنا كأفراد ومؤسسات في المجتمع أن نصلح ما يفسده المفسدون ، لا أن ننتقد ونقف في مكاننا ، فالدور اليوم يجب أن يحمله الجميع أفراد ومؤسسات ،،، ولندق ناقوس الخطر حتى لا تغرق السفينة ....‬‬‫‫

 لقد كثر لدينا المنظرون وحملة الدكتوراه والشهادات العليا ،، وللأسف قل العاملون ، كل منا يستطيع أن يكتب وأن يتصل بالإذاعات ويتكلم وقليل منا من يعمل لأجل وطنه وأمته ، فهذه المشاكل تحتاج إلى جهد وتكاتف من كافة أفراد المجتمع  ويجب أن تدرك الفئة الصالحة في المجتمع أن عليها الدور الأكبر  وإن لم يكن الدور بأكمله ( فأغلبه ) في إصلاح المجتمع ، لا أن ينطوي الإنسان على نفسه وصلاحه له ولأسرته ، بل يجب أن يكون صلاحه ممتد ومتعد لغيره من أفراد المجتمع ، ويجب أن نعرف أن المواطنين الصالحين في مجتمعنا 30 % فقط وهذا نتيجة للدراسة السابقة ، قد يخالفني فيها الكثير ، ولكني أقول أن الأبناء انعكاس للاهتمام والتربية بشكل كبير إلا ما ندر .‬‬‫‫

الثلاثاء، 9 مارس 2010

جريمة قتل !!! من المسؤول ???


‬‬‫‫طلعت علينا صحفنا المحلية صباح الأمس بقضية قتل راح ضحيتها طفل لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره من قبل مراهقين صغار لم تتجاوز أعمارهم السادسة عشر والثامنة عشر سنة ، لتضيف لمجتمعنا نوع جديد من الجرائم الذي لم نعتد أن نسمعه بين هذه الفئة من المجتمع ، تساءل الجميع بألم وحسرة عبر البرامج المباشرة في الإذاعات والقنوات الفضائية المحلية عن السبب في ظهور مثل هذه الجرائم في مجتمعنا وبين شبابنا ، وتعارضت الآراء واختلفت بين من يلقي اللوم على القوانين وبين من ألقى اللوم على الأسرة والمدرسة ، ولا استغرب من ذلك فمن شدة وقع الخبر على المسامع أصبح الوضع يخيف كل سامع ،،‬‬‫‫ 
ولكن يجب أن لا يقف الموضوع عند التأثير الموضعي ثم تزول آثاره مع الأيام ، والأخطر من ذلك أن نتعود على سماع مثل هذه الأخبار في مجتمعنا فتصبح كالأمر العادي الذي لا نلقي له بال ، وفي اعتقادي أنه يجب أن نقف على الأسباب الرئيسية لحدوث مثل هذه الجريمة وأن لا تمر علينا مرور الكرام ...
‬‬‫‫فمن خلال ما نراه ونشاهده فإننا نرى أن الانفتاح الكبير الذي تعيشه مجتمعاتنا على المجتمعات الأخرى في ظل العولمة أظهرت لنا مثل هذه المشاكل وخصوصاً في غياب دور الأب وتضاؤل دور الأم في التربية ، وغير أن المؤسسات التربوية نفسها تعاني من الضعف الكبير الذي ساهم من قريب أو بعيد في مثل هذه الجرائم ، فهي حلقة متكاملة بين دور المجتمع والمؤسسات التربوية ودور الأسرة  .
‬‬‫‫فإذا أتينا إلى الأسرة فإننا نرى أن معظم أسرنا تغرق في المدنية ، وأصبحت مهمة الأب تقتصر على جمع الأموال والترفيه والسهر بعيدا عن الخوض في متطلبات الأبناء المعنوية وأما المادية فقد أعطيت أكثر من حقها حتى أصبحت جزء من مشاكل الأبناء ، وغاب دور الأم أيضا في جو من العمل والاختلاط بالمجتمع بعيدا عن بيتها وأبنائها ،،، فمن يحاور الابن ويعلمه ويشاركه همومه وأفراحه إن شغل عنه والديه ....ومن يرشده إلى ما يشاهد وما يقرأ وما يسمع ؟؟؟؟؟‬‬‫
‫وإن حسنت التربية في المنزل خرج لنا الطفل إلى مجتمع متنوع الأفكار والثقافات يضم أكثر من 200 جنسية من جميع الديانات والأعراق ،ووسائل الانحراف موجودة على كل باب ، وفي وسائل الإعلام تربية على كل ما هو مناف للآداب ، فمن يرشد هذا الابن المسكين في وسط العواصف الرهيبة للصواب ، إن لم يكن للمجتمع دور في غرس القيم الحميدة في نفوس الشباب .‬‬‫
‫لذلك وجب أن تكون هناك مؤسسات قوية تصد مثل هذه الهجمات لا أن تكون مثل وزارة التربية والتعليم اليوم بعد أن فُرغت من التربويين الذين كانوا عماد لها ومن أبناء بلدها ، فالمعلم إذا لم يكن على قدر من الهم والمسؤولية فعلى أجيالنا السلام ، وكم شاهدنا من صور سلبية للمعلمين في مدارسنا وخصوصا بعد إدخال الأجانب وما أدراك ما الأجانب ؟‬‬‫‫ 
فالمؤسسة التربوية لن تكون قوية إلا بكوادرها الأقوياء الذين يحصنون الأجيال وينشؤوهم على الأخلاق الكريمة وحب الدين والإيمان ،‬‬‫‫ويجب أيضا أن يكون هناك دعم مادي ومعنوي للمؤسسات التربوية المجتمعية غير الحكومية لا أن يتم تقليص أدوارها كما هو الواقع ، أو منعها من القيام بأدوارها بحجج أمنية واهية ،،،
 فمن يحافظ على الأمن في بلادنا يجب أن يدرك أننا إن منعنا مثل هؤلاء فلن نجني إلا مثل هذه الجرائم .‬‬‫‫ 

الخميس، 11 فبراير 2010

حــــفــــلة الــــبطاقات



في كل يوم تخرج لنا ظاهرة جديدة تتركنا بمزيد من الحيرة والاستغراب لما تخرجه لنا عقول البشر من أفكار غريبة ، لترسل عقولنا إلى مالا يخطر على قلب الإنسان العاقل ، حتى أصبحنا لا نؤمن بالمنطق السليم والعقل الصحيح ونعتبره شيئا من التعقد والتزمت احتجاجا بالواقع والبعد عن المثالية ، يا لها من دنيا غريبة حين يصبح العقل مثالية والجنون واقعا !!!

إن ما نشهده اليوم في أعراسنا من إسراف وتبذير لا يخفى على ذو البصيرة مما نبه به بعض الجهات لدق ناقوس الخطر حين أعلنت بعض الصحف المحلية في إحدى دراساتها أن ما ينفقه الإماراتيون في حفلات الزفاف فقط تتراوح سنويا بين مليارين إلى ثلاثة مليارات دولار ( 8-11 مليار درهم)!!

فأي إسراف أكثر من ذلك لشعب لا يتجاوز عدد أفراده الثمانمائة ألف نسمة ، ينفق ما يتجاوز ميزانية بعض الدول على تفاهات بدافع التفاخر والتباهي أمام الناس ، ففي كل يوم لنا بدعة جديدة في عالم الأعراس لتزيد من هذه التكاليف التي تثقل كاهل المجتمع متمثلا في أفراده من الشباب الذين باتوا يعزفون عن كابوس أسمه الزواج كما يسميه أحد أصدقائي المقبلين على الزواج ، حتى بات شبحا يخاف منه الشباب الصغار قبل الكبار ، خوفاً من الدخول في قائمة المطلوبين لدى البنوك ، فأصبح على الشاب خياران لا ثالث لهما ، فإما أن يتزوج مبكرا في العشرينات ويغرق في بحر الديون ، وإما أن ينتظر إلى سن اليأس وقد جمع "حوشة العمر" ليفنيها في ليلة واحدة !!

ولقد تطور الزفاف في زماننا اليوم حتى أصبح الزواج أشبه بالمهرجان متعدد الفعاليات ينقصه الرعاة وحفل الافتتاح وإلا فإنه متعدد الأماكن والأيام والحفلات والرقصات الشعبية من جميع الثقافات ، ومن أعجب ما سمعت عن أعراس هذا الزمان أن هناك من يقيم خمسة احتفالات تتفاوت أسعارها بين عشرة آلاف ومائة آلف درهم ، فمن حفلة الخطوبة إلى حفلة عقد القران إلى حفلة ( الحنة ) إلى حفلة ( الزفاف الرئيسية ) وآخر ما سمعت من العجائب قبل أيام حفلة ( لتوزيع بطاقات العرس ) ،،،

وما نعرفه أن توزيع البطاقات هي دعوة لحضور حفلة الزفاف ، ولكن في زمن التقلبات انقلبت الآية ، فأصبحت الحفلة لتوزيع البطاقات ،،، والله يستر مما تخبئه لنا العقول ،،،

فالقضية هي ليست قضية حفلة وانتهى الأمر عند هذا الحد ، ولكنها مسألة طريقة تفكير وقياس للأمور والموازين المختلة ، وليست مسألة أموال فحسب ، ولكن أين تصرف هذه الأموال ؟ ( لا تسرف ولو كنت على نهر جار ) ( عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ) فاعتقادي أنه يجب أن تقام دراسات نفسية من أهل الاختصاص ووزارة الشؤون الاجتماعية لهذه الظاهرة ، والنظر هل تصنف ضمن قائمة الأمراض النفسية؟ أم شعور بالنقص ؟ أم غير هذا وذالك ؟ ...