الاثنين، 19 أكتوبر 2009

ولنا في الموت عبرة !!



قصيرة هي الحياة ، بسيطة هذه الدنيا ، تافهة أمورها نحن فيها كمستظل تحت شجرة تركها ورحل ، عَمّرْنا فيها الأمل وقضى علينا الأجل ، عِشْنا وكأننا لن نموت ، واليوم نرحل ولا نعود ، صرنا في شغل الحياة الذي لا ينتهي غارقين ، وعلى زينتها وزيفها متسابقين ، فيا الله كم نحن غافلين ، وعن حياتنا الأبدية لاهين ، وبنعيم زائل عابثين ، كم تركنا صلاة الجماعة لأجل الدنيا ، وكم اغتبنا وشتمنا وكذبنا لأجلها ، كم عققنا والدينا لأجلها ، وكم عصينا وتمادينا لأجلها ،،،

يا ترى هل تستحق منا الدنيا كل هذا ؟؟؟
هل هي عظيمة لأن نفني لأجلها أعمارنا ؟؟؟
 ونسخط برضاها ربنا ؟؟؟


تأملت في من رحل عن دنيانا من أصدقاء وأحباب ، ومن أقارب وأصحاب ، كيف رحلوا وتركونا فجأة ؟ تركونا مع الذكريات والأحزان ، تركونا من الأمنيات والأحلام ، كم كنا نرسم معهم ونتحاور ، ونضحك معهم ونتسامر ، ونبكي ونتذاكر ، كم رسمنا من الآمال التي كنا نريد أن نحققها معهم ، لكنهم رحلوا وتركوا وراءهم الآمال وتركوا لنا الآلام ، كم تركوا لنا من الذكريات الجميلة التي تؤنس وحدتنا في غربتنا في هذه الحياة ، نتذكرهم فنبكي ! لأننا أحببناهم ، لم لا نبكي وقد بكى رسولنا الكريم ذو القلب الرحيم بكى لوفاة ابنه وقال " إنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون " .


كثيرا ما نفكر ، هل هم الآن سعداء ؟


وعزاؤنا فيهم أن لهم رب غفور رحيم ، يعفوا عن الذنب ويتجاوز عن الزلل ، يقيل عثرة من تعثر ، فيا رب رحمتك نرجو لهم وكريم عفوك أن يشملهم ، وأن تجمعنا بهم في الحياة الأبدية بسعادة ليس بعدها شقاوة ....


وعندما تأملت في حالي ومآلي ، بكيت أكثر وأكثر ... إلى متى سأظل وقد رحل الصغير قبل الكبير ، والصحيح قبل السقيم ، في كل يوم لنا ميت نشيعه ، وقلوبنا لا تحس ولا تتأثر من قسوتها صارت كالحجارة أو أشد قسوة ،،،


لماذا يا قلبي ؟


ألا يكون ذلك دافع لي للعمل ، والسباق في الخيرات قبل أن يأتي الأجل ؟
لم أبكي غيري ولم ابكي لحالي ؟ 
 قد يأتيني الأجل في أي لحظة ، لم أتمادى في العصيان وقد كان لي في غيري عبرة ؟


يا رب أتوب إليك من ذنبي وحسن الختام يا ربي أرجوا ، فلا تضيع فيك رجائي وأنت صاحب الجود والفضل والكرم .


الأحد، 11 أكتوبر 2009

مدينة العظماء



بكل ما تحمله كلمة العظمة من معنى يتجسد في هذه المدينة الصغيرة ، فإذا سألت عنها فهي مدينة لا تتجاوز مساحتها 378 كم2 بها أعلى كثافة سكانية في العالم حيث يبلغ عدد سكانها قرابة المليون ونصف المليون نسمة حيث تصل الكثافة السكانية إلي أكثر من‏4100‏ شخص لكل كم‏2، وفي مدينة غزة وحــدها يوجد 400 ألف نسمة .


وهذا فقط بالنسبة لعدد السكان وإن شئت أن تسأل كيف يعيش هؤلاء البشر في هذه القطعة الصغيرة من الأرض يفتقدون أدنى مقومات الحياة ، فإن سألت عن مصادر الدخل لديهم فهي محدودة وهم يقبعون في حصار مستمر منذ شهر يونيو 2007م وحتى يومنا هذا ، ولديهم أعلى نسبة فقر في العالم ، كما أنه وفي صبيحة كل يوم يكون هناك شهداء يموتون نتيجة هذا الحصار إما من المرض أو نقص في الأدوية والعلاج ، كما أنهم يفتقدون لكل مقومات العيش الرئيسية التي لا يمكن للبشر أن يستغنوا عنها ... ولكنهم مع ذلك كله عظماء ...


في اليوم العالمي لمحو الأمية في الثامن من شهر سبتمبر الماضي قرأت تقرير عجيبا عن قطاع العزة ، لقد كان يشير التقرير إلى أن أقل نسبة لمحو الأمية في الوطن العربي هي في فلسطين حيث بلغت النسبة 7 % بخلافها في باقي الدول العربية التي تصل إلى 25 % ، وأن هناك إقبال كبيرة على الدراسات العليا بين أبناء القطاع ،، وأكثر من ذلك كله أفواج حفظة القرآن الذي يتم تخريجهم دفعة تتلوها أخرى حتى أنهم في آخر شهرين قد تم تخريج ستة عشر ألف حافظ وحافظة لكتاب الله ، قلت يا سبحان الله ، ، رغم الجوع والحصار والفقر وعدم الاستقرار إلا أنهم يتميزون عنا بكثير ....



فهذه المدينة الصغير تعلمنا جميعنا الصغير منا والكبير ، تعلمنا أنه لا مستحيل مع الإصرار والإرادة القوية ، فتطوير التعليم لا يحتاج إلى كثرة ميزانيات بقدر ما يحتاج إلى إرادة قوية وعزيمة صادقة ، وحب العلم يحتاج إلى الإحساس بالمسؤولية تجاه هذه الأمة ، فليست تربية الأبناء هي تربية أجساد فقط ، ولكنها تربية العقول والأفهام ، وقد أحزن عندما أرى أن جل اهتمام الوالدين في مجتمعنا هو في كماليات الأبناء من ملاهي لا تعد ولا تحصى ، فكيف نربي أبناءنا وهم لا يشعرون بأدنى مسؤولية تجاه وطنهم وأمتهم ،، فهي ليست أموالا تصرف ولكنها عقولا تفكر ... وليست مبان جديدة ومرافق كثيرة ، ولكنها صدق وإرادة ولو كانت في قرى قديمة ، وأكواخ صغير ...


وباختصار في غزة اهتموا في المعاني وصار جل اهتمامنا في الأجساد والمباني ،،،

الخميس، 1 أكتوبر 2009

وزارة التجارب




تتأثر وزارة التربية بما يحدث في مختبرات الكيمياء والإحياء من تجارب ناجحة أو فاشلة ليتم تطبيقها على أعلى المستويات في الوزارة وكأن من يتولى زمام الأمور في هذه الوزارة المهمة التي تعني المجتمع بكل أفراده لا يعنيه سوى أن يأتي ( بالتجربة المتميزة) وبشيء يخالف فيه من سبقه ويميزه عن من سلفه ليأتي لنا باختراع جديد يحصل من خلاله على جائزة نوبل للسلام ، ولاتهمه الخسائر التي تتكبدها الدولة أي كانت سواء كانت تربوية أو مادية أو معنوية وحتى من ناحية الكوادر البشرية التي تستغني عنهم الوزارة من أجل إرضاء أصحاب العيون الزرقاء .



فوزارتنا متميزة بكل معايير الجودة العالمية ، فهي متميزة في صرف الأموال التي لا ندري أين تذهب وإلى من تصرف ؟؟؟ ، فيأتي الوزير المتميز ويطرح تجربته المتميزة التي قد تكلف الوزارة مئات الملايين من الدراهم _ وليته استشار أو أخذ رأي العاملين في الوسط التربوي عن جدوى مثل هذه الخطط _ لينتهي به المطاف إلى العزل والتهميش وتذهب هذه الخطط في أدراج المخازن وليت أحد ينفض عنها الغبار تقديرا للملايين التي صرفت عليها ، والوزير الجديد يأتي بتجربة متميزة أخرى يصرف ما صرف سلفه أو أكثر ، والوسط التربوي ضائع بين تجارب الوزراء وكأنهم في مختبر الكيمياء ، لنبقى ندور في دولاب التجارب وكأن الوزارة أصبحت مختبرا كبيرا لتجارب الوزراء ولا يهمهم ما ينتج عن ذلك من سلبيات على المجتمع ككل .


كما أن وزارتنا متميزة في تشغيل العاطلين عن العمل الأجانب من ذوي السوابق الإجرامية ، والذين لم تتح لهم الفرصة للعمل في أوطانهم ، في تجربة جديدة لتربية الأبناء على الاستفادة من الخبرات الإجرامية والتصرفات اللاأخلاقية ، وليتهم استفادوا من تجارب الآخرين الناجحة وصاغوها بصياغتنا الوطنية التي تعتمد على العادات الإسلامية الأصيلة ، فحب الأجنبي وإعطاؤه أعلى الامتيازات مفخرة لوزارتنا الحبيبة لتظهر لهم مدى الكرم اللامحدود الذي نمتلكه في حين أن أبناء الوطن ينتظرون على قائمة المقابلات عسى أن ترحمهم الموافقات الأمنية ، فنحن كرماء كمن يطعم غيره وأبناؤه جياع .....

وقد لا أخفيكم سراً إذا قلت لكم إن أشد ما يعجبني في وزارة التربية هو أننا من خلالها قد تعرفنا على المخلصين وعلى الغاشين لهذا الوطن .... فوزارتنا ( وزارة التجارب ) ومن خلال التجارب تظهر لنا عبقرية من أجرى هذه التجارب ...