السبت، 19 سبتمبر 2009

لماذا يتسولون؟؟؟

التسول ظاهرة من الظواهر السيئة المنتشرة في العديد من المجتمعات فهي من الأمور التي تؤدي بالإنسان لان يعيش ذليلا صغيرا بين الناس لا يرفع رأسه للأعلى ، ولذلك فقد حاربها الاسلام بشتى الوسائل حتى لا تنتشر في المجتمع ، فالإسلام يربي النفس المسلمة على معاني العزة والكرامة كما ورد في الحديث " اليد العليا خير وأحب إلى الله من اليد السفلى "، كما أنه حث الأغنياء على البذل والعطاء سواء كانت بأمور مفروضة كالزكاة أو مسنونة مستحبة كالصدقات والهبات وكل ذلك لكي يقلل من هذه الظاهرة ولسد حاجة الفقراء دون أن يطلبوا من الناس ، وأيضا فرض على الدولة لكل فرد فيها نصيب من ميزانيتها كما هو مبين بشكل واضح في كتب فقه السياسة الشرعية حتى لا تكون للفرد أي حاجة إلى أن يطرق الأبواب ويذهب ماء وجهه ، فالإسلام يحفظ للإنسان عزته وكرامته ، وإن لم يكن مسلما كما فعل عمر رضي الله عنه مع اليهودي حين أعطاه من بيت المال . كما أن هذه الظاهرة في مجتمع مثل مجتمعنا الإماراتي من الأمور النادرة بهذه الطريقة بين أهل البلد ، ولكننا بتنا نلاحظ في الآونة الأخيرة انتشار واضح لها بين أهل الإمارات ولكن بطريقة مختلفة عن ما يقوم به المحترفين لهذه المهنة من لبس الملابس الرثة والتظاهر بالمرض والشكوى من جور الزمان . فالتسول في مجتمعنا متطور لدرجة أنه أصبح على الهواء مباشرة وعبر وسائل الإعلام المسموعة ، وهو مشروع بكل مقاييس القائمين على مثل هذه البرامج لبيان الكرم والتندر في بعض الأحيان عليهم ، ولا يحتاج من المتسول سوى أن يشكو الحال من ضيق المسكن وقلة ذات اليد ، وليت هؤلاء المتسولين يطلبون أمور لتقضي حوائجهم الأساسية ولكنهم يبالغون في التذلل لطلب أمور كمالية وشكلية ، فمن أغرب ما سمعته من هؤلاء المتسولين أن أحدهم كان يطلب تلفازا وعندما سئل عن راتبه كانت المفاجأة بأن راتبه خمس عشرة ألف درهم وتحجج بأن الزمان أصبح غاليا وأن الأموال لا تكفي ، تساءلت أين ذهب ماء وجه هذا الرجل ، أو امرأة أخرى تطلب سيارة جديدة وهي تبكي لأن سيارتها قديمة ، والمواقف في ذلك كثيرة ولا مجال لحصرها ، كما أن هناك من يتسول لحاجات حقيقية عنده مثل طلب أرض أو طلب مكيف في مثل هذا الحر الشديد وغيرها من الأمور الأساسية ، وهؤلاء فالحقيقة محتاجون ولكن الحل لا يكون في التسول ، لأن الله مدح الفقراء وقال " لا يسألون الناس إلحافا " . ولكن باعتقادي بأن الحل هنا بيد المجتمع ، فليس من المنطق أن نفتح لهم برامج تعينهم على التذلل للناس لطلب ما يريدون ، ولكن الأولى بهذه البرامج أن تعينهم على معاني العزة وأن تجبر الأغنياء وأصحاب القرار للقيام بواجبهم حتى يحفظوا للإنسان كرامته . وسؤالي هنا للأغنياء وأصحاب القرار ، هل يجب على هذا المحتاج أن يذهب ماء وجهه ليجد حاجته ؟ أم أنه يجب أي يحصل عليها دون أن يسوم وجهه للناس ، بمعنى أخر هل يجب لطالب الأرض والمسكن أن يتسول ويطلب عبر برامج البث المباشر حتى يحصل على ما يريد ، لنرى بذلك مدى الكرم والحرص وسرعة الاستجابة وكأننا نقول لباقي الناس اعملوا مثله ولكم ما تريدون ، ولا أدري هل يعجبنا الوضع بأن نرى إنسانا يبكي أمامنا لكي نعطيه أم أن الواجب و الشرع والعرف والإنسانية تحتم علينا أن نعطي كل إنسان حقه حتى لا يسألنا الله عنهم يوم القيامة .......

الجمعة، 4 سبتمبر 2009

ماذا لو هدم الأقصى ؟؟؟

في ظل الهجمة الشرسة على المسجد الأقصى أحد أعظم المقدسات الإسلامية التي باتت مستباحة لكل من أراد أن يلهو ويعبث بها من غير أن يكون له رادع أو منكر لما يفعل ، باتت الآلة الصهيونية تتخذ واحد من أساليبها الماكرة والمخادعة في تظليل المسلمين عن قضية المسجد الأقصى ، فبعض الأساليب التي تتخذها الآلة الإسرائيلية في محاولاتها لهدم المسجد الأقصى ولبناء الهيكل المزعوم ، قد تصيب الكثير من المسلمين الذين يتفاعلون مع الضجة الإعلامية فقط ويتناسون ما بعد ذلك من أحداث بنوع من الإحباط والخمول تجاه القضية الأم ويتجهون إلى ما يثيره الإعلام ( وللأسف الإعلامي العربي والمسلم ) من جزئيات تصرفهم عن قضاياهم الرئيسية . إضافة إلى أن العدو قد يثير القضية إعلاميا بين فترة وأخرى حتى يرصد حجم التفاعل الشعبي الذي يخيفهم أكثر من أي تفاعل آخر تجاه هذه القضية التي تعتبر مهمة لكل فرد في هذه الأمة ، ومع أن التفاعل الذي يحدث في العالم الإسلامي مع قضايا الأمة قد لا يرقى في أحيان كثيرة إلى أن يصل إلى المستوى المطلوب سواء كان على المستوى الشعبي الذي هو أحسن حالا من المستوى الحكومي الذي يكتفي في أحسن حالاته بإصدار البيانات الخاوية من المضمون . و تكمن أهمية الدور الإعلامي في تساؤل يجب أن يطرح على كل فرد من أفراد الأمة وهو ماذا لو هدم المسجد الأقصى ؟؟؟ إنه ليس سؤال تشاؤم ولكنه استفزاز لكل غيور على دينه ومقدساته ، فخط الدفاع الأول هم حراس الأقصى من أبناء القدس وفلسطين لم يقفوا مكتوفي الأيدي كما فعلنا وإنما دافعوا ليل نهار يبذلون الغالي والرخيص من أجل فداء الأقصى بكل قطرة دم ، ولكنهم بعد هذا كله يستحقون منا قليل من النصرة والمعونة سواء كانت بالمال والنفس والكلمة !!!! . وبما أنهم بدؤوا في الهدم ، هل سننتظر إلى أن يهدم الأقصى ؟؟؟ وهل سنكتفي كما سبق بالتنديد والبيانات ؟؟؟ ويا ترى ماذا ننتظر ؟؟؟ فمن السهل أن نلقي اللوم على الحكام والإعلام ومع أنهم مقصرين في ذلك ، ولكن الأصل هو أن نبدأ من أنفسنا ، فنداء إلى أهل الإعلام ونداء إلى كل مسلم غيور إبداء بنفسك وساهم في نصرة الأقصى !

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009

نحو جيل مخنث

(( نحو جيل مخنث )) باتت الكثير من المؤسسات الإعلامية ومن أصحاب القرار والرأي في مجتمعناالإماراتي العربي الإسلامي ( وأؤكد على أنه عربي إسلامي صاحب مبادئ وقيم أصيلة وعادات وتقاليد مستمدة من هذا الدين العظيم ) بات كثير منهم يرفع هذا الشعار ((نحو مجتمع مخنث )) سواء كان يدري أو لايدري من خلال برامج ومسابقات شغلت جل شباب المجتمع في تفاهات وأوهام جريا وراء الشهرة والمادة ، من خلال تلميع أسماء فاسدة يرى من خلالها الشاب أنها هي القدوة وأنها هي الشخصية المثالية التي يجب أن ينتهي به الحال إليها ، وقد كانت في زمن مضى لاينظر ولايلتفت إليها إلا في أوكارها ، وأما أن تخرج إلى المجتمع بهذه الطريقة فهذا أمر لم نعهده، ولكي يتضح المقال سوف آتي ببعض الأمثلة من واقع المجتمع مع أن الواقع قد غص بكثير من الأمثلة ولكن أقتصر على بعضها ، فمن أبرزها ما حدث من رقص وهز للأوساط في مدرجات الكرة من شباب الوطن ، والأعجب من ذلك كله أن ترى أحد الشباب وهويرتدي زي امرأة ويشجع المنتخب دون أدنى حياء أو خجل ، والصور في ذلك كثيرة ولكن يجب أن لانعجب من ذلك إذا عرفنا من هم قدوات التشجيع !. ومما أثار حفيظتي أكثر من ذلك أن أسمع في أحدى الإذاعات المحلية في برامج لحل مشاكل المواطنين، والذي يجب أن يستقبل مشاكل المواطنين ويقوم بحلها ، لا أن يستخف بهم وبعقولهم ، يستضيف أحد المائعين وهو يتمايل ويتميع في الرد على مكالمات المستمعين وتأتيه المدائح من المقدم (الكل يقول أنت نجم ) اي استمر في تميعك ونحن كلنا معك . و أشدها في ذلك مسابقة اليولة وتأثيرها العريض على فئة كبيرة من شباب المجتمع الصغار منهم قبل الكبار ، فلاتكاد تجد طفلا أوشابا إلا ورأيته يتمايل ويتراقص وهو يحمل في يديه العصى ويكملها بعد ذلك ( بنعشة) بشعره الطويل الذي أصبح لازما لرقصة اليولة وبدونه تصبح الرقصة ناقصة . وتساؤلي الأخيرهو أي جيل ننتظره من وراء اليولة ؟، وأي عاقل هذا الذي يريد أن يربي أبنائنا وفلذات أكبادنا في مدارسهم بمسابقة تنزع عنهم معاني العزة و الرجولة ؟ ومن الذي سيتحرك لوقف مثل هذه السفاهات ؟ هنا أتوقف وأترك الإجابة لكل وطنيّ غيور على دينه ووطنه .