الأحد، 11 أكتوبر 2009

مدينة العظماء



بكل ما تحمله كلمة العظمة من معنى يتجسد في هذه المدينة الصغيرة ، فإذا سألت عنها فهي مدينة لا تتجاوز مساحتها 378 كم2 بها أعلى كثافة سكانية في العالم حيث يبلغ عدد سكانها قرابة المليون ونصف المليون نسمة حيث تصل الكثافة السكانية إلي أكثر من‏4100‏ شخص لكل كم‏2، وفي مدينة غزة وحــدها يوجد 400 ألف نسمة .


وهذا فقط بالنسبة لعدد السكان وإن شئت أن تسأل كيف يعيش هؤلاء البشر في هذه القطعة الصغيرة من الأرض يفتقدون أدنى مقومات الحياة ، فإن سألت عن مصادر الدخل لديهم فهي محدودة وهم يقبعون في حصار مستمر منذ شهر يونيو 2007م وحتى يومنا هذا ، ولديهم أعلى نسبة فقر في العالم ، كما أنه وفي صبيحة كل يوم يكون هناك شهداء يموتون نتيجة هذا الحصار إما من المرض أو نقص في الأدوية والعلاج ، كما أنهم يفتقدون لكل مقومات العيش الرئيسية التي لا يمكن للبشر أن يستغنوا عنها ... ولكنهم مع ذلك كله عظماء ...


في اليوم العالمي لمحو الأمية في الثامن من شهر سبتمبر الماضي قرأت تقرير عجيبا عن قطاع العزة ، لقد كان يشير التقرير إلى أن أقل نسبة لمحو الأمية في الوطن العربي هي في فلسطين حيث بلغت النسبة 7 % بخلافها في باقي الدول العربية التي تصل إلى 25 % ، وأن هناك إقبال كبيرة على الدراسات العليا بين أبناء القطاع ،، وأكثر من ذلك كله أفواج حفظة القرآن الذي يتم تخريجهم دفعة تتلوها أخرى حتى أنهم في آخر شهرين قد تم تخريج ستة عشر ألف حافظ وحافظة لكتاب الله ، قلت يا سبحان الله ، ، رغم الجوع والحصار والفقر وعدم الاستقرار إلا أنهم يتميزون عنا بكثير ....



فهذه المدينة الصغير تعلمنا جميعنا الصغير منا والكبير ، تعلمنا أنه لا مستحيل مع الإصرار والإرادة القوية ، فتطوير التعليم لا يحتاج إلى كثرة ميزانيات بقدر ما يحتاج إلى إرادة قوية وعزيمة صادقة ، وحب العلم يحتاج إلى الإحساس بالمسؤولية تجاه هذه الأمة ، فليست تربية الأبناء هي تربية أجساد فقط ، ولكنها تربية العقول والأفهام ، وقد أحزن عندما أرى أن جل اهتمام الوالدين في مجتمعنا هو في كماليات الأبناء من ملاهي لا تعد ولا تحصى ، فكيف نربي أبناءنا وهم لا يشعرون بأدنى مسؤولية تجاه وطنهم وأمتهم ،، فهي ليست أموالا تصرف ولكنها عقولا تفكر ... وليست مبان جديدة ومرافق كثيرة ، ولكنها صدق وإرادة ولو كانت في قرى قديمة ، وأكواخ صغير ...


وباختصار في غزة اهتموا في المعاني وصار جل اهتمامنا في الأجساد والمباني ،،،

هناك 3 تعليقات:

  1. وباختصار في غزة اهتموا في المعاني وصار جل اهتمامنا في الأجساد والمباني ،،،


    أوجزت المقال وأوصلت المعنى أخي بومحمد

    جزاك الله خيرا

    ردحذف
  2. وباختصار في غزة اهتموا في المعاني وصار جل اهتمامنا في الأجساد والمباني ،،،


    أوجزت المقال وأوصلت المعنى أخي بومحمد

    جزاك الله خيرا

    ردحذف
  3. إبراهيم آل حرم17 أكتوبر 2009 في 11:33 م

    أشكر أخي على مرورك ...


    وبمثل هؤلاء تبنى الأمم ....

    ردحذف